القرآن
الكريم هو الميزان العدل الثابت على وجه الأرض، نزل على رسول الله (ص) ليكون القرآن
الناطق للبشرية جمعاء، ومن بعد الرسول (ص) أوصى باتّباع القرآن الكريم والعترة الطاهرة،
فهم الثوابت التي إن تمسكنا بها لن نضل أبداً.
الثوابت
هي الأسس والقيم والمبادئ التي لا تتبدّل ولا تتغير مهما تغيرت الظروف، ومهما زاد الظلم
وزادت الضغوط تبقى ثابتة، هذا ما تعلمناه من سيرة الرسول (ص) والأئمة الأطهار، فبرغم
كل ما تعرضوا له من سب وشتم وحروب وغزوات وسجن وتعذيب كانوا هم القرآن الثابت كالطود
العظيم.
تَمسُّكُنا
بالرسول (ص) وأهل البيت هو تَمسُّكنا بالثوابت، فما قامت ثورة الإمام الحسين (ع) إلا
من أجل الثبات على الحق ومحاربة الظلم والفساد والمحافظة على الدين الإسلامي، فقُتِلَ
الحسين (ع) هو وأهله وأصحابه ولم تتغير ثوابته، كانت القاعدة واضحة وهو أن يزيد حاكم
ظالم فاسق فاسد يجب القيام عليه وعزله من أجل المحافظة على الدين الإسلامي.
عندما
نتكلم عن الثوابت نتكلم عن الجبال الراسيات التي لا تتغير ولا تتبدل، هي حقائق ثابتة
لا تتغير بتغير الظروف، ولكن ما يحصل هذه الأيام هو خلاف للعقيدة والمبادئ، فالثوابت
بدأت تتغير وتتبدل، تارة تحت مسميات التقية وتارة أخرى بقول أنها مصلحة الأمة، وأحياناً
يُجيِّش لها رجال الدين بإصدار الفتاوى من أجل تبرير تغييرها، والهدف من كل هذا هي
مصالح شخصية وليست عامة (هذه وجهة نظري الشخصية).
فلنتكلم
عن الوضع السياسي الحالي في البلد وما حدث سابقاً وما يحدث الآن، والذي كان هو السبب
للتطرق لهذا الموضوع وبناء على طلب أحد الإخوان، من الثوابت الذي تتفق عليها كل الشعوب
العربية والإسلامية أن أمريكا هي الشيطان الأكبر كما وصفها الإمام الخميني قدس سره.
النظام الأمريكي هو نظام قطّاع طرق، ومهما ادّعى غير ذلك فالحقائق التاريخية تثبت العكس
تماما، هذا النظام نظام دموي لا يكترث بالشعوب، همُّه الوحيد هو مساعدة الأنظمة الدكتاتورية
الفاسدة من أجل البقاء، والحكّام بدورهم يدفعون من أجل هذا البقاء، إذاً مهمة هذا النظام
نزف أموال الشعوب ومقاسمتها مع الحكام. هذه المعلومات ثابتة ويتفق عليها الشعب بأكمله.
من
الثوابت أيضاً والذي تتفق عليها شعوب الجزيرة العربية أن نظام آل سعود كقوة نفطية يدفع
لأمريكا من أجل حماية أنظمة الجزيرة العربية، وبالتالي هو النظام الثاني الداعم إلى
النظام الخليفي، وبهذا ثبت للشعب أن بقاء النظام الخليفي مرتبط بنظام آل سعود، لذلك
عندما أحسّ النظام الخليفي بالخطر من ثورة ١٤ فبراير وأن وجوده وبقاءه مهدّد استعانت
بالجيوش السعودية من أجل قمع الشعب، فقتلت وسجنت وهدمت المساجد والمآتم، فلا أحد ينكر
دور الجيش السعودي في محاولة إخماد الثورة، ولولا إصرار الثوار وإيمانهم التام الذي
قابل الرصاص وجهاً لوجه حتى رحلوا من قرانا.
السؤال
الآن: أمريكا وآل سعود، هل هما عَدُوَّان للشعب أم أصدقاء له؟
لو
تجوّلت في أي قرية من قرى البحرين وسألت أي شخص تقع عينيك عليه سيجيب على أنهما عَدُوَّان،
فهذا ثابت، العقل وكل الأحداث التي مرّ بها الشعب تقول أنهما عدوّان، ومع ذلك نرى أكبر
شريحة من المعارضة تعتبر أمريكا صديقة وعقدت معها عدت اجتماعات وجلسات من أجل حلّ الأزمة
كما تسميها في البحرين! كيف تتوقعون من نظام هو في الأساس داعم لنظام آل خليفة أن يكون
مع الشعب وأن يقف معه أو لمصلحته، أمريكا لا تعرف إلا مصلحتها، لذلك فشلت كل المحاولات
لحل الأزمة.
نخرج
من حضن أمريكا ونرتمي في حضن آل سعود، السعودية تعلن عن لقائها بالمعارضة من أجل حل
الأزمة في البحرين! كيف لها أن تحل الأزمة وهي في الأساس جزء من هذه الأزمة، ومن يقول
غير ذلك فليتذكر درع الجزيرة وماذا فعل في الشعب؟ وكيف للمعارضة أن تتوقع من نظام آل
سعود أن ينصف الشعب البحريني وهو ظالم لشعبه وداعم للنظام الخليفي؟!
والأدهى
والأمرّ من ذلك أن البعض وضع مبررات لدخول درع الجزيرة، وبكل ثقة وعنجهية تخرج بعض
الأصوات الملوّنة على حسب الظروف والمعطيات وتقول أن درع الجزيرة دخل وقتل وسجن وعذّب
وهدم المساجد لأن النظام الخليفي بالغ في وصف الثورة في البحرين، وأن الجيش وصل وعندما
رأى أن الثوّار غير مسلحين وأنهم بعض الكادحين الذين يطالبون بحقوقهم انسحب من البلد!!!
ارحموا
عقول الشعب! إذا كنتم لا تعلمون مستوى شعبكم فهذه كارثة! الشعب يعلم جيداً أن النظام
الأمريكي ونظام آل سعود هما عدوّان للشعب، وهما أكبر داعمين للنظام الخليفي، وهذا ثابت
ولن يتغير، ولن يكونا إلا صديقين للأنظمة أما للشعوب فهم أعداؤهم، وسببه أننا نملك
عقولا تعي وتعلم ما يحيط بها، وكما الاجتماعات مع النظام الأمريكي التي فشلت فإنها
ستفشل مع نظام آل سعود، لأنكم بكل بساطة تريدون تحويل الثوابت إلى متغيرات، وهذا لن
ينجح.
رؤى
النصر
@Ro2aAlnasr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق