(وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ
مَّسْنُونٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
* فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ
مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
* قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
* قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى
يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ
مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي
لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ
مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي
لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَإِنَّ
جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ
جُزْءٌ مَّقْسُومٌ)(الحجر28-44).
صراعٌ
وُلِدَ مع ولادة البشرية, منذ أن رفض إبليس السجود لأبينا آدم عندما أمره الله سبحانه
وتعالى فطرده منها وكان رجيما وكان الوعد ليوم الدين، فقعد لنا ليغوينا، فتمثَّل في
صورٍ شتى وجَيَّش الجيوش لمحاربتنا وإغوائنا عن الطريق المستقيم.
تفنَّن
الشيطان في أساليبه لتحريكنا كأدوات لتحقيق هدفه، فلم يكتفِ بإغوائنا فقط في عبادتنا
وتقرُّبنا من الله سبحانه وتعالى، بل ذهب لما هو أكبر من ذلك وأوجد له جيشا، فهناك
معركة كبرى تنتظره ويريد حسمها لصالحة بالنصر كتتويج للعمل الذي قام به على مدى قرون...
فمن
هو جيش الشيطان!!؟
إبليس
ليس من جنس الملائكة، إنه من جنس الجن، وكان من الخادمين لله تعالى والمقرَّبين وكان
من الساجدين, لديه من العلم الكثير، فقواه لا يستهان بها...
وظَّف
علمه للعمل على تحقيق العهد الذي قطعه على نفسه بالوقوف في وجه هداية أي إنسان، فيحرِفه
عن عبادة الله, فإذا سيطر عليه سيطرة تامة جعله من جنوده المقرَّبين والذي هو له من
الطائعين.
بما
أن المعركة دائرة على هذه الأرض، فمعاهدة الشيطان تشمل كل من عليها من الإنس والجن,
وانتماء إبليس إلى جنس الجن لا يعني بأنهم جميعاً كإبليس، بل هناك الجن المؤمنون بالله
سبحانه وتعالى، والذي يخافونه ويعبدونه, وعدم انتمائه لجنسنا البشري لا يعني بأننا
جميعاً مؤمنون، بل تعيش معنا فئة ملعونة كما إبليس, أغواهم الشيطان واستطاع السيطرة
عليهم وجعلهم عبيده...
يقول
الحق سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة 159)...
هذه
عيّنة من جنس البشر الذين اتبعوا خطوات الشيطان فأغواهم فابتعدوا عن الله وحرَّفوا
كتابهم فلعنهم الله...
(فَوَيْلٌ
لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ
اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ
وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة 79).
أغوى
الشيطان بني إسرائيل وسيطر عليهم فحرَّفوا كتابهم وتحالفوا معه وأصبحوا شياطين الإنس.
منذ
قرون مضت وهم ما زالوا يعملون باستمرار أجيالا بعد أجيال تحت قيادة إبليس، هدفهم أن
يحكموا العالم بنظام عالمي وثني جديد تنفيذا لمخطط الشيطان الأكبر، وهو إبادة المعنى
الحقيقي لوجود البشرية, خلافة الله في أرضه بتوحيده وعبادته والتقرب إليه والاتصاف
بصفاته.
إنهم
الماسونيون (عبدة الشيطان من الإنس)...
بحرينية
الهوية
@umhussain1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق