بعد رحلة مريرة قضتها نساء بيت النبوة والرسالة ومعهم الإمام السجاد (ع)، كانوا فيها سبايا بين يدي الطغاة والقتلة، رحلة امتدت من كربلاء للكوفة، ومن الكوفة للشام، تخلّلتها الكثير من المواقف المؤلمة والحزينة، ومواقف بطولية لا تقل بطولةً عن مواقف كربلاء، افتضح فيها يزيد بن معاوية لعنهما الله، وكُشِف فيها للعالم دناءته، وانكسرت فيها شوكته، وتجلَّت فيها أهدافه التي كان يسعى لها ليمحي الدين المحمدي الأصيل، فلولا دماء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ودماء أهل بيته وأصحابه في أراضي نينوى لما كتب للدين الحنيف بقاء، لذا قيل: "الدين محمدي الوجود حسيني البقاء".
إلا أن مشروعاً بحجم مشروع ثورة الإمام الحسين (ع) كان يحتاج لمشاريع أخرى تكون له كالأعمدة التي تضمن استمراره ليستمر عطاؤه وتُنشَر أهدافهُ التي قام من أجلها ذلك المشروع، وهي الإصلاح في أمة النبي محمد (ص)، ولو بحثنا في تلك المشاريع الداعمة والمثبِّتة للثورة الحسيني لوجدنا أن مشروعين عملاقين كانا سبباً بعد الله عز وجل للمحافظة على الثورة الحسينية المباركة، وهما مشروع المنبر الحسيني الذي شيَّدهُ الإمام السجاد (ع)، ومشروع زيارة الأربعين الذي شيّدته السيدة زينب(ع)، وهو ما سأركز عليه هنا، وعسى الله أن يوفِّقنا ونخصِّص مقالا آخر عن مشروع المنبر الحسيني الذي يمثِّل الجانب التوعوي.
لقد بدأ مشروع الزيارة باستشارة الإمام السجاد (ع)، وهو المعصوم وإمام زمانه في ذلك الوقت، لعمته الوديعة السيدة زينب (ع) عندما وصلوا لمفترق طريقين، أحدهما يؤدي لكربلاء، والآخر للمدينة، وحينها أشارت عليه بالتعريج لكربلاء لتجديد الولاء والعهد على استمرار الثورة الحسينية، ومن تلك الزيارة تأسَّست زيارة عاشوراء وإحياء ذكرى مقتل أبي عبد الله في كل عام، ومنها تأسَّست زيارة باقي الأئمة الأطهار عليهم السلام، فشكَّل مشروع الزيارة الجانب الروحاني والعاطفي الذي يربط الشيعة بآل بيت النبي صلوات الله عليهم أجمعين، فما من مشروع قادر على الاستمرار إلا بوجود عاطفة تربط الناس به، فزيارة الأربعين التي بدأت بعدد قليل من النساء والأيتام استمرت منذ ذلك الزمن إلى يومنا هذا.
حاول الكثير من السلاطين والطغاة وما زالوا منع تلك الزيارة، لإدراكهم بخطورتها على مشاريعهم الشيطانية، ولكن عبثا يحاولون، فها هي زيارة الأربعين اليوم تمثِّل أكبر تجمع في العالم بلا منازع، فالملايين في كل عام تلبِّي نداء أبي عبد الله الحسين (ع) حين وقف وحيدا في كربلاء مناديا: "ألا من ناصرا ينصرني؟" لبيك يا حسين، لبيك يا سيدي ومولاي، لبيك بجوارحي وقلبي وعقلي، لبيك بروحي وعيالي ومالي، لو قطّعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين، نأتيك لنحيي ذكراك، ليس في كربلاء فحسب، بل في كل بقاع الأرض، ودمك الطاهر المسفوك بنينوى ما زال يزلزل عروش الطغاة الذين ما زالوا يهابون هتافك المشهور "هيهات من الذلة".
نعم، هو المشروع العملاق، مشروع زيارة الأربعين الذي أسسته العملاقة السيدة زينب عليها السلام، ومنظر تلك الملايين الزاحفة تُبكي الصديق والعدو، أما بكاء الصديق فإنه لحزنه على الحسين (ع)، وفرحا لاستمرار انتصار ثورته، وأما بكاء العدو فلأنه ينظر لمشاريعه اليزيدية التي تهدف لمحو ذكرى آل البيت (ع) وشيعتهم كيف تتحطم تحت أقدام ملايين الزوار الزاحفين لأرض كربلاء ليجدِّدوا البيعه هاتفين بشوق وحنين بهتافات تهز أوكار الظالمين "لبيك يا حسين".
إلا أن مشروعاً بحجم مشروع ثورة الإمام الحسين (ع) كان يحتاج لمشاريع أخرى تكون له كالأعمدة التي تضمن استمراره ليستمر عطاؤه وتُنشَر أهدافهُ التي قام من أجلها ذلك المشروع، وهي الإصلاح في أمة النبي محمد (ص)، ولو بحثنا في تلك المشاريع الداعمة والمثبِّتة للثورة الحسيني لوجدنا أن مشروعين عملاقين كانا سبباً بعد الله عز وجل للمحافظة على الثورة الحسينية المباركة، وهما مشروع المنبر الحسيني الذي شيَّدهُ الإمام السجاد (ع)، ومشروع زيارة الأربعين الذي شيّدته السيدة زينب(ع)، وهو ما سأركز عليه هنا، وعسى الله أن يوفِّقنا ونخصِّص مقالا آخر عن مشروع المنبر الحسيني الذي يمثِّل الجانب التوعوي.
لقد بدأ مشروع الزيارة باستشارة الإمام السجاد (ع)، وهو المعصوم وإمام زمانه في ذلك الوقت، لعمته الوديعة السيدة زينب (ع) عندما وصلوا لمفترق طريقين، أحدهما يؤدي لكربلاء، والآخر للمدينة، وحينها أشارت عليه بالتعريج لكربلاء لتجديد الولاء والعهد على استمرار الثورة الحسينية، ومن تلك الزيارة تأسَّست زيارة عاشوراء وإحياء ذكرى مقتل أبي عبد الله في كل عام، ومنها تأسَّست زيارة باقي الأئمة الأطهار عليهم السلام، فشكَّل مشروع الزيارة الجانب الروحاني والعاطفي الذي يربط الشيعة بآل بيت النبي صلوات الله عليهم أجمعين، فما من مشروع قادر على الاستمرار إلا بوجود عاطفة تربط الناس به، فزيارة الأربعين التي بدأت بعدد قليل من النساء والأيتام استمرت منذ ذلك الزمن إلى يومنا هذا.
حاول الكثير من السلاطين والطغاة وما زالوا منع تلك الزيارة، لإدراكهم بخطورتها على مشاريعهم الشيطانية، ولكن عبثا يحاولون، فها هي زيارة الأربعين اليوم تمثِّل أكبر تجمع في العالم بلا منازع، فالملايين في كل عام تلبِّي نداء أبي عبد الله الحسين (ع) حين وقف وحيدا في كربلاء مناديا: "ألا من ناصرا ينصرني؟" لبيك يا حسين، لبيك يا سيدي ومولاي، لبيك بجوارحي وقلبي وعقلي، لبيك بروحي وعيالي ومالي، لو قطّعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين، نأتيك لنحيي ذكراك، ليس في كربلاء فحسب، بل في كل بقاع الأرض، ودمك الطاهر المسفوك بنينوى ما زال يزلزل عروش الطغاة الذين ما زالوا يهابون هتافك المشهور "هيهات من الذلة".
نعم، هو المشروع العملاق، مشروع زيارة الأربعين الذي أسسته العملاقة السيدة زينب عليها السلام، ومنظر تلك الملايين الزاحفة تُبكي الصديق والعدو، أما بكاء الصديق فإنه لحزنه على الحسين (ع)، وفرحا لاستمرار انتصار ثورته، وأما بكاء العدو فلأنه ينظر لمشاريعه اليزيدية التي تهدف لمحو ذكرى آل البيت (ع) وشيعتهم كيف تتحطم تحت أقدام ملايين الزوار الزاحفين لأرض كربلاء ليجدِّدوا البيعه هاتفين بشوق وحنين بهتافات تهز أوكار الظالمين "لبيك يا حسين".
أبو حمزة البحراني
@AboHamzah_BH
٢ يناير ٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق