20 صفر 1434هـ/ 3 يناير 2013م
أما الموقف الأول فعندما افترشت مصلى أبيها حتى غفت عيناها بعد طول انتظار، وفجأة استيقظت فزعة على إثر ركلة قاسية من رجل في زيه العسكري.. بدموع اليتم اعتُصِرَ قلبها في مقلتيها ونادت..
وفي الموقف الثاني حانت منيتها، فقد كانت الدنيا بأسرها في صحن يغطيه منديل ما إن رفعته حتى رأت رأس والدها الحسين (عليه السلام) يلتحف دماء نحره التحافًا.. وكانت منها شهقة..
إنها الزهرائية رقية بنت الحسين (عليهما السلام) وقد اسود متنها من أثر السياط التي طالما تلوت عليه وهي تشق الطريق من كربلاء إلى الشام..
ربما هي من رشحات الرحمة الإلهية أن يجري علينا في البحرين ما جرى.. شهداء.. تعذيب.. سحل.. عيون تسيل.. هامات تفضخ وأدمغة تتفجر..
ربما هي من ألطاف الله علينا أننا شهدنا اقتحامات البيوت وترويع النساء وضرب الأطفال.. سرقات ونهب، وتخريب، وتدمير..
أليست هي نافذة على كربلاء؟ ألم يكن عاشوراء لهذا العام مختلفًا كثيرًا عن السنوات الماضية؟
يُذكر القاسم بن الحسن (عليه السلام) فنذهب إليه سريعًا بقواسمنا الذين نُكل بهم في أيام عيد وغير عيد حتى مضوا شهداء أعزاء أحيوا في داخلنا كربلاء..
يُذكر الأكبر بن الحسين (عليه السلام) فيحملني إليه المشيمع، والمتروك، وأبو تاكي، والمؤمن، وغيرهم ممن برزوا للشهادة فكتبها الله لهم منة منه وتفضلًا..
يُذكر العباس بن علي (عليه السلام) فأرى رأسه الشريف صورة في عيسى عبد الحسن، وأحمد فرحان، وغيرهما ممن طلَّق الدنيا ثلاثًا فكان لنا نبراسًا يضيء في قلوبنا كربلاء..
تُذكر رقية بنت الحسين (عليها السلام) فأجدها دمعة في عيون بنات الشهداء الحجيري، وصلاح عباس، وهاني، وغيرهم من الفائزين بتوفيقات الله جلَّ في علاه..
واللازم بالضرورة، فهل ننكر أن يكون في الدنيا يزيد وابن سعد وابن زياد وحرملة وشمر؟
فلنتأمل هذه الكلمات الرسالية الخالدة لسيد البشر (صلى الله عليه وآله وسلم) وبها أختم السطور..
“سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ فِي آخِرِ الزَّمَنِ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الآدَمَيِّينَ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ، أَمْثَالُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي، لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الرَّحْمَةِ، سَفَّاكُونَ الدِّمَاءَ، لا يَرْعَوُنَ عَنْ قَبِيحٍ، إِنْ بَايَعْتَهُمْ وَأرَبُوكَ، وَإِنْ تَوَارَيْتَ عَنْهُمُ اغْتَابُوكَ، وَإِنْ حَدَّثُوكَ كَذَّبُوكَ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ، صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ، وَشَابُّهُمْ شَاطِرٌ، وَشَيْخُهُمْ لا يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلا يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ، الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ، وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ، الْحَلِيمُ فِيهِمْ غَاوٍ، وَالآمِرُ فِيهِمْ بِالْمَعْرُوفِ مُتَّهَمٌ، وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ، وَالْفَاسِقُ فِيهِمْ مُشَرَّفٌ، السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ، وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ، فَيَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ”
أما الموقف الأول فعندما افترشت مصلى أبيها حتى غفت عيناها بعد طول انتظار، وفجأة استيقظت فزعة على إثر ركلة قاسية من رجل في زيه العسكري.. بدموع اليتم اعتُصِرَ قلبها في مقلتيها ونادت..
وفي الموقف الثاني حانت منيتها، فقد كانت الدنيا بأسرها في صحن يغطيه منديل ما إن رفعته حتى رأت رأس والدها الحسين (عليه السلام) يلتحف دماء نحره التحافًا.. وكانت منها شهقة..
إنها الزهرائية رقية بنت الحسين (عليهما السلام) وقد اسود متنها من أثر السياط التي طالما تلوت عليه وهي تشق الطريق من كربلاء إلى الشام..
ربما هي من رشحات الرحمة الإلهية أن يجري علينا في البحرين ما جرى.. شهداء.. تعذيب.. سحل.. عيون تسيل.. هامات تفضخ وأدمغة تتفجر..
ربما هي من ألطاف الله علينا أننا شهدنا اقتحامات البيوت وترويع النساء وضرب الأطفال.. سرقات ونهب، وتخريب، وتدمير..
أليست هي نافذة على كربلاء؟ ألم يكن عاشوراء لهذا العام مختلفًا كثيرًا عن السنوات الماضية؟
يُذكر القاسم بن الحسن (عليه السلام) فنذهب إليه سريعًا بقواسمنا الذين نُكل بهم في أيام عيد وغير عيد حتى مضوا شهداء أعزاء أحيوا في داخلنا كربلاء..
يُذكر الأكبر بن الحسين (عليه السلام) فيحملني إليه المشيمع، والمتروك، وأبو تاكي، والمؤمن، وغيرهم ممن برزوا للشهادة فكتبها الله لهم منة منه وتفضلًا..
يُذكر العباس بن علي (عليه السلام) فأرى رأسه الشريف صورة في عيسى عبد الحسن، وأحمد فرحان، وغيرهما ممن طلَّق الدنيا ثلاثًا فكان لنا نبراسًا يضيء في قلوبنا كربلاء..
تُذكر رقية بنت الحسين (عليها السلام) فأجدها دمعة في عيون بنات الشهداء الحجيري، وصلاح عباس، وهاني، وغيرهم من الفائزين بتوفيقات الله جلَّ في علاه..
واللازم بالضرورة، فهل ننكر أن يكون في الدنيا يزيد وابن سعد وابن زياد وحرملة وشمر؟
فلنتأمل هذه الكلمات الرسالية الخالدة لسيد البشر (صلى الله عليه وآله وسلم) وبها أختم السطور..
“سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ فِي آخِرِ الزَّمَنِ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الآدَمَيِّينَ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ، أَمْثَالُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي، لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الرَّحْمَةِ، سَفَّاكُونَ الدِّمَاءَ، لا يَرْعَوُنَ عَنْ قَبِيحٍ، إِنْ بَايَعْتَهُمْ وَأرَبُوكَ، وَإِنْ تَوَارَيْتَ عَنْهُمُ اغْتَابُوكَ، وَإِنْ حَدَّثُوكَ كَذَّبُوكَ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ، صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ، وَشَابُّهُمْ شَاطِرٌ، وَشَيْخُهُمْ لا يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلا يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ، الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ، وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ، الْحَلِيمُ فِيهِمْ غَاوٍ، وَالآمِرُ فِيهِمْ بِالْمَعْرُوفِ مُتَّهَمٌ، وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ، وَالْفَاسِقُ فِيهِمْ مُشَرَّفٌ، السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ، وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ، فَيَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ”
محمد علي العلوي
@alalawi14
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق