الله عز وجل خلق الكون والحياة على أساس تعدد اللغات والفكر والمنطق، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) صدق الله العظيم [الحجرات:13]
إذاً الاختلاف هو سنّة الكون والحياة، مما يعني أن النقاش وتبادل الأفكار واختلافها أمر طبيعي بين البشر، فمن المفترض أن لا يكون سبباً للتنافر والعداوات، ولكن ما شهدته البشرية غير ذلك منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، فإنه وحتى يومنا هذا لم تنتهِ البشرية من القتال والتناحر فيما بينها، وكثير من النقاشات واختلاف الآراء تتحول إلى جدل وعداوات حتى لو كان الطرفين يسعون للحق وتحقيق العدالة، مما يدل على نقص العقل ومخالفة سنّة الخلق وفطرة اختلاف المعرفة والعلم، وجُلُّ ذلك بسبب انعدام ثقافة الاختلاف والانتقاد ومبادئ الحوار الهادف، ومن أهم تلك الأسباب في اعتقادي هو خلط النقاش بين أصل الحق وبين كيفية تحقيقه.
ثورتنا ثورة الرابع العشر من فبراير لم تكن في منأى من هذه الجدلية، فما إن يبدأ النقاش في حق إسقاط النظام من عدمه فإنك تجد المخالف للرأي يحوِّل النقاش إلى كيفية الإسقاط، وهو خلط غير مقبول يحوِّل النقاش من إثبات حق إلى نقاش في كيفية تحقيقه، إذ أنه من المفترض الاتفاق على الأحقّية ثم الانتقال لمناقشة سبيل نيل ذلك الحق، أما خلط الأمور بين الحق وكيفية إحقاقه هو جدل عشوائي جُلُّه ينتهي بتنافر الطرفين رغم حسن نيتهما ومظلوميتهما المشتركة.
وهنا نوجِّه بأن مطلب إسقاط النظام الخليفي هو حق أصيل للشعب البحراني الثائر، ومن يريد مناقشة هذا الحق فليتفضل للنقاش، ولْيَعلم بأنه نقاش بين الحق والباطل، أما من يريد مناقشة كيفية تحقيق مطلب إسقاط النظام فذلك نقاش يعبِّر عن اختلاف آراءٍ لا تخرج عن فطرة اختلاف الرأي بين البشر والإيمان بالمقدرة وتقييم الأمور.
نعم، لك حق الاختلاف ورسم طريق تحقيق الهدف، ولكن عليك أن تعرف بأنه ليس لك الحق بأن تختار طريقة تحقِّق فيه هدفك بإقامة مملكة دستورية على حساب سحق حقي وقطع سبيلي في تحقيق جمهورية ديمقراطية، فحرية اختيار سبيل تحقيق هدفك مشروط بعدم سلب حريتي في اختيار تحقيق هدفي، لأنك حينها ستخرج من دائرة اختلافك معي في طريقة نيل الحق إلى الاختلاف معي في أصل الحق... أي بين الحق والباطل...
خادمكم
أبو حمزة البحراني
إذاً الاختلاف هو سنّة الكون والحياة، مما يعني أن النقاش وتبادل الأفكار واختلافها أمر طبيعي بين البشر، فمن المفترض أن لا يكون سبباً للتنافر والعداوات، ولكن ما شهدته البشرية غير ذلك منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، فإنه وحتى يومنا هذا لم تنتهِ البشرية من القتال والتناحر فيما بينها، وكثير من النقاشات واختلاف الآراء تتحول إلى جدل وعداوات حتى لو كان الطرفين يسعون للحق وتحقيق العدالة، مما يدل على نقص العقل ومخالفة سنّة الخلق وفطرة اختلاف المعرفة والعلم، وجُلُّ ذلك بسبب انعدام ثقافة الاختلاف والانتقاد ومبادئ الحوار الهادف، ومن أهم تلك الأسباب في اعتقادي هو خلط النقاش بين أصل الحق وبين كيفية تحقيقه.
ثورتنا ثورة الرابع العشر من فبراير لم تكن في منأى من هذه الجدلية، فما إن يبدأ النقاش في حق إسقاط النظام من عدمه فإنك تجد المخالف للرأي يحوِّل النقاش إلى كيفية الإسقاط، وهو خلط غير مقبول يحوِّل النقاش من إثبات حق إلى نقاش في كيفية تحقيقه، إذ أنه من المفترض الاتفاق على الأحقّية ثم الانتقال لمناقشة سبيل نيل ذلك الحق، أما خلط الأمور بين الحق وكيفية إحقاقه هو جدل عشوائي جُلُّه ينتهي بتنافر الطرفين رغم حسن نيتهما ومظلوميتهما المشتركة.
وهنا نوجِّه بأن مطلب إسقاط النظام الخليفي هو حق أصيل للشعب البحراني الثائر، ومن يريد مناقشة هذا الحق فليتفضل للنقاش، ولْيَعلم بأنه نقاش بين الحق والباطل، أما من يريد مناقشة كيفية تحقيق مطلب إسقاط النظام فذلك نقاش يعبِّر عن اختلاف آراءٍ لا تخرج عن فطرة اختلاف الرأي بين البشر والإيمان بالمقدرة وتقييم الأمور.
نعم، لك حق الاختلاف ورسم طريق تحقيق الهدف، ولكن عليك أن تعرف بأنه ليس لك الحق بأن تختار طريقة تحقِّق فيه هدفك بإقامة مملكة دستورية على حساب سحق حقي وقطع سبيلي في تحقيق جمهورية ديمقراطية، فحرية اختيار سبيل تحقيق هدفك مشروط بعدم سلب حريتي في اختيار تحقيق هدفي، لأنك حينها ستخرج من دائرة اختلافك معي في طريقة نيل الحق إلى الاختلاف معي في أصل الحق... أي بين الحق والباطل...
خادمكم
أبو حمزة البحراني
@AboHamzah_BH
٢٨ ديسمبر٢٠١٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق