(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)) سورة البقرة
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)) سورة البقرة
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142)) سورة النساء
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)) سورة المائدة
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) سورة العنكبوت
(مَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (3) وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (4)) سورة البيِّنة
فلنتأمل سريعا في الآيات القرآنية الكريمة...
من صفات المتقين إقامة الصلاة.. من أهم أنواع الاستعانة المؤدية للنصر الصلاة.. من صفات المنافقين القيام للصلاة كسالى وللرياء.. مما يريد الشيطان أن يصدنا عنه "ذكر الله" و"الصلاة".. الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. الصلاة كثيرا في الآيات القرآنية تكون مقرونة مع الزكاة..
الصلاة هي ذكر لله، ولها الكثير من الخصوصيات الغيبية غير أنها واجبة توجب الجنة ويجب تركها النار، فهي علامة من علامات المؤمن، وهي أساس لكل انتصار ديني كونها عامل مساعد قوي لترك الفحشاء والمنكر، وأساس لكل انتصار دنيوي بجعل القوة الإيمانية تهزم العدو، وهذا لن يراه إلا المؤمن المحافظ على إقامته للصلاة، أما غيره فلن يعرف هذه الحقيقة إلا بعد اقتناعه والتزامه العملي بالصلاة، وما في الأحاديث والروايات الشريفة ما فيه الكثير الكثير من هذه المعاني وغيرها تركناها اختصارا.
فلنذهب لصلب موضوعنا وهو "صلاة الصبح الواجبة"..
صلاة الصبح عددها "ركعتان"، ويجب الوضوء لها كغيرها من الصلوات الواجبة، ويجب أن تُستَوفَى شروطها كما هو مذكور في محله من الرسائل العملية وكتب العلماء، ومدتها الشرعية لأدائها تبلغ الساعة والربع أو الساعة والنصف، وهنا محل الكلام:
لماذا أكثرنا لا يصلي صلاة الصبح إلا "قضاء"، فهذا استخفاف بالصلاة، وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: "ليس مني من استخف بالصلاة، لا يرد علي الحوض، لا والله"، وورد أنه (ص) قال عن شخص "يصلي" ولكن لا يتم ركوعه ولا سجوده: "نقر كنقر الغراب، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني"، فكيف بمن لا يصليها أداء أساسا؟!
فنسأل سؤالين، سؤال للأبناء غير المهتمين بأداء الصلاة في وقتها، وسؤال للآباء غير المعلِّمين لأبنائهمم أداء الصلاة في وقتها:
سؤال الأبناء: ماذا لو قيل لك أنك ستحصل على 2000 دينار لو صليت الصبح أداء لمدة أسبوع، هل ستلتزم بأدائها لتحصل على هذا المبلغ الذي تحتاجه بضرورة ملحة في حياتك، أم أنك ستقول بأن الجو بارد أو أنك تعب؟ ألا يستحق أن تصلي في خمسين أو ستين سنة صلاة الصبح أداء كي تبتعد عن النار وزفيرها وتدخل الجنة ونعيمها الأبدي؟ إذاً لم هذا التساهل عن أداء ما هو مفروض علينا جميعا؟!
سؤال الآباء: لماذا تقولون بأننا لا نستطيع جبر أبنائنا لأن يؤدوا صلاتهم في وقتها وتقبلون عذر أنهم تعبون وما شابه ولا نجد هذه الأعذار موجودة عندكم -الجبر وقبول عذر الأبناء- عندما يكون الأمر في دراستهم، فإنكم تجبرونهم على الذهاب للمدرسة يوميا ولا تقبلون عذرهم بأنهم تعبون ولا مزاج لهم للدراسة؟ أتوقع أن هناك خلل عندنا إن كنّا نخاف على مستقبل أبنائنا الدنيوي أكثر من الأخروي، فكيف يهمنا أن ينتفع بالدراسة لمستقبله المهني أكثر من همّنا بأن يدخل الجنة ونبعده عن التألُّم في الآخرة بحرارة جهنم وحريقها؟!
ما الحلول لنؤدي صلاة الصبح في وقتها؟
1- قراءة الآيات والروايات المتعلقة بالصلاة، فهذا يرغِّبنا في ما ورد من الثواب، ويرهبنا في ما ورد من العقاب.
2- وضع المنبّه للصلاة، ويمكن وضعه بعيدا عنّا إن كنّا نغلق المنبه وننام مرة أخرى.
3- النوم على الأرض أقل راحة من النوم على السرير، وهذا يجعل استيقاظنا أسرع للصلاة.
4- إن لم ينفع المنبّه فإن يمكن أن نقول لإخواننا ممن يستيقظ أن يوقظنا للصلاة.
5- كثرة الأكل والتخمة قبل النوم تسبب التثاقل في الاستيقاظ للصلاة، فيجب الأكل باعتدال وقبل مدة مناسبة قبل النوم كساعة أو ساعتين أو أكثر.
6- ذكر الله يجعلنا نستحضره تعالى أمامنا مما يحفّزنا للاستيقاظ والعبادة.
7- النوم المتأخر يسبب لنا تعبا شديدا وصعوبة في الاستيقاظ، فالنوم مبكرا لطاعة الله أفضل من النوم متأخرا ثم معصيته.
نكتفي بهذا المقدار، ونختم ما نقول برواية في ثواب من يصلي الصبح في أول وقتها:
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن أفضل المواقيت في صلاة الفجر، قال: مع طلوع الفجر، إن الله تعالى يقول: (إن قرآن الفجر كان مشهودا)، يعني صلاة الفجر، تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فإذا صلى العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر أثبت له مرتين، تثبته ملائكة الليل وملائكة النهار.
أقول: الملائكة الذين لا حصر لعددهم في السماء والأرض يثبتون كلهم صلاة صبحك في كل يوم... تخيل ثواب هذه الصلاة التي يثبتها "كل" ملائكة الليل والنهار.. تمتلئ صحيفتك من هذا الإثبات الذي يثبته كل هؤلاء الملائكة.. فكيف سيكون وجه إمام زمانك وهو ينظر لصحيفة أعمالك؟ ما ثوابك وأنت تجعله يفرح لأنك أقمت دينه الذي قُتِلَ آباؤه وقُطِّعوا من أجله؟!
اللهم ارزقنا في الدنيا أن نكون ممن يثقل الأرض بلا إله إلا الله، وأن تُثبِّتنا على القول الحق من نبوة سيد المرسلين وولاية أمير المؤمنين والأئمة الميامين، وأن ترزقنا في الآخرة شفاعتهم والشرب من حوض السادة الأكرمين من يد أمير المؤمنين، إنك سميع مجيب الدعاء، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)) سورة البقرة
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142)) سورة النساء
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)) سورة المائدة
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) سورة العنكبوت
(مَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (3) وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (4)) سورة البيِّنة
فلنتأمل سريعا في الآيات القرآنية الكريمة...
من صفات المتقين إقامة الصلاة.. من أهم أنواع الاستعانة المؤدية للنصر الصلاة.. من صفات المنافقين القيام للصلاة كسالى وللرياء.. مما يريد الشيطان أن يصدنا عنه "ذكر الله" و"الصلاة".. الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. الصلاة كثيرا في الآيات القرآنية تكون مقرونة مع الزكاة..
الصلاة هي ذكر لله، ولها الكثير من الخصوصيات الغيبية غير أنها واجبة توجب الجنة ويجب تركها النار، فهي علامة من علامات المؤمن، وهي أساس لكل انتصار ديني كونها عامل مساعد قوي لترك الفحشاء والمنكر، وأساس لكل انتصار دنيوي بجعل القوة الإيمانية تهزم العدو، وهذا لن يراه إلا المؤمن المحافظ على إقامته للصلاة، أما غيره فلن يعرف هذه الحقيقة إلا بعد اقتناعه والتزامه العملي بالصلاة، وما في الأحاديث والروايات الشريفة ما فيه الكثير الكثير من هذه المعاني وغيرها تركناها اختصارا.
فلنذهب لصلب موضوعنا وهو "صلاة الصبح الواجبة"..
صلاة الصبح عددها "ركعتان"، ويجب الوضوء لها كغيرها من الصلوات الواجبة، ويجب أن تُستَوفَى شروطها كما هو مذكور في محله من الرسائل العملية وكتب العلماء، ومدتها الشرعية لأدائها تبلغ الساعة والربع أو الساعة والنصف، وهنا محل الكلام:
لماذا أكثرنا لا يصلي صلاة الصبح إلا "قضاء"، فهذا استخفاف بالصلاة، وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: "ليس مني من استخف بالصلاة، لا يرد علي الحوض، لا والله"، وورد أنه (ص) قال عن شخص "يصلي" ولكن لا يتم ركوعه ولا سجوده: "نقر كنقر الغراب، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني"، فكيف بمن لا يصليها أداء أساسا؟!
فنسأل سؤالين، سؤال للأبناء غير المهتمين بأداء الصلاة في وقتها، وسؤال للآباء غير المعلِّمين لأبنائهمم أداء الصلاة في وقتها:
سؤال الأبناء: ماذا لو قيل لك أنك ستحصل على 2000 دينار لو صليت الصبح أداء لمدة أسبوع، هل ستلتزم بأدائها لتحصل على هذا المبلغ الذي تحتاجه بضرورة ملحة في حياتك، أم أنك ستقول بأن الجو بارد أو أنك تعب؟ ألا يستحق أن تصلي في خمسين أو ستين سنة صلاة الصبح أداء كي تبتعد عن النار وزفيرها وتدخل الجنة ونعيمها الأبدي؟ إذاً لم هذا التساهل عن أداء ما هو مفروض علينا جميعا؟!
سؤال الآباء: لماذا تقولون بأننا لا نستطيع جبر أبنائنا لأن يؤدوا صلاتهم في وقتها وتقبلون عذر أنهم تعبون وما شابه ولا نجد هذه الأعذار موجودة عندكم -الجبر وقبول عذر الأبناء- عندما يكون الأمر في دراستهم، فإنكم تجبرونهم على الذهاب للمدرسة يوميا ولا تقبلون عذرهم بأنهم تعبون ولا مزاج لهم للدراسة؟ أتوقع أن هناك خلل عندنا إن كنّا نخاف على مستقبل أبنائنا الدنيوي أكثر من الأخروي، فكيف يهمنا أن ينتفع بالدراسة لمستقبله المهني أكثر من همّنا بأن يدخل الجنة ونبعده عن التألُّم في الآخرة بحرارة جهنم وحريقها؟!
ما الحلول لنؤدي صلاة الصبح في وقتها؟
1- قراءة الآيات والروايات المتعلقة بالصلاة، فهذا يرغِّبنا في ما ورد من الثواب، ويرهبنا في ما ورد من العقاب.
2- وضع المنبّه للصلاة، ويمكن وضعه بعيدا عنّا إن كنّا نغلق المنبه وننام مرة أخرى.
3- النوم على الأرض أقل راحة من النوم على السرير، وهذا يجعل استيقاظنا أسرع للصلاة.
4- إن لم ينفع المنبّه فإن يمكن أن نقول لإخواننا ممن يستيقظ أن يوقظنا للصلاة.
5- كثرة الأكل والتخمة قبل النوم تسبب التثاقل في الاستيقاظ للصلاة، فيجب الأكل باعتدال وقبل مدة مناسبة قبل النوم كساعة أو ساعتين أو أكثر.
6- ذكر الله يجعلنا نستحضره تعالى أمامنا مما يحفّزنا للاستيقاظ والعبادة.
7- النوم المتأخر يسبب لنا تعبا شديدا وصعوبة في الاستيقاظ، فالنوم مبكرا لطاعة الله أفضل من النوم متأخرا ثم معصيته.
نكتفي بهذا المقدار، ونختم ما نقول برواية في ثواب من يصلي الصبح في أول وقتها:
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن أفضل المواقيت في صلاة الفجر، قال: مع طلوع الفجر، إن الله تعالى يقول: (إن قرآن الفجر كان مشهودا)، يعني صلاة الفجر، تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فإذا صلى العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر أثبت له مرتين، تثبته ملائكة الليل وملائكة النهار.
أقول: الملائكة الذين لا حصر لعددهم في السماء والأرض يثبتون كلهم صلاة صبحك في كل يوم... تخيل ثواب هذه الصلاة التي يثبتها "كل" ملائكة الليل والنهار.. تمتلئ صحيفتك من هذا الإثبات الذي يثبته كل هؤلاء الملائكة.. فكيف سيكون وجه إمام زمانك وهو ينظر لصحيفة أعمالك؟ ما ثوابك وأنت تجعله يفرح لأنك أقمت دينه الذي قُتِلَ آباؤه وقُطِّعوا من أجله؟!
اللهم ارزقنا في الدنيا أن نكون ممن يثقل الأرض بلا إله إلا الله، وأن تُثبِّتنا على القول الحق من نبوة سيد المرسلين وولاية أمير المؤمنين والأئمة الميامين، وأن ترزقنا في الآخرة شفاعتهم والشرب من حوض السادة الأكرمين من يد أمير المؤمنين، إنك سميع مجيب الدعاء، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
حقي كإنسان
@eHAQYe
27-12-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق