النفس،
هي اللاعبةُ الأساس في تحديدِ إنجاح أو إفشال أيَّ مشروع يقبل عليه الإنسان، كان مشروعاً
اجتماعياً أو اقتصادياً أو ثورياً، أو حتى على مستوى الفرد ونفسه.
وما
يخصنا هنا هو النفس وارتباطها بالثورة، كيف تكون، وكيف يجب أن تكون...
النفس
الثورية، هي تِلكَ النفسُ الحُرة الأبية التي تسير بصاحبها إلى ميادين العِزّة والجهاد،
إلى ساحات الثورة المجيدة، غيرَ آبهةٍ بقمعِ الطاغوت، وغيرَ مكترثةٍ بالأسرِ ولا الإصابة،
لا تخافُ الموت، وتعمل بكل إخلاص بما تستطيع دون أن يأخذها في الله لومةُ لائم، هذه
هي النفسُ التي تربّت على رفضِ الذل والهوان، هذه هي النفس الكريمة العزيزة، هذه هي
النفس المغوارة التي رسمت ذلك الخطَ الثوري الحق ولا تنحرف عن مسارِها بسهولة، ولا
بسبب تغيير مبادئ، فالمبادئ راسخة فيها كالطود، لكنها تهتزُ وتبدأُ بالانحراف عن مسار
الثورية في حالةٍ واحدةٍ، وهي الانهزامية!
الانهزامية،
معناها في اللغة: ((فقدان الثِّقة بالانتصار والنَّجاح)) ويقول المختصون في هذا الشأن
أن الانهزاميَّة من أكبر أسباب الفشل، والانهزاميَّة تهدم معنويّات المحاربين.
نأتي
الآن للربط بين النفس الثورية والانهزامية وتأثير كلٌ منهما على الآخر في الثورة وعلى
الثوار.
لفت
انتباهي في الآونةِ الأخيرة من بعض الأخوة الثوار –في فترات منفصلة- عند الإعلان عن
فعالياتٍ ثوريةٍ معينة بأنه يبدو عليهم بعض علامات اليأس من نجاح تلك الفعالية، ولتقريب
الصورة أكثر، أطرح أمثلة على ذلك:
-
قد يُعلَن من الائتلاف أو حركة شبابية عن مسيرة جماهيرية تنطلق إلى الشارع العام للسيطرة
عليه أو للاعتصام فيه أو للتوجه لمكان حسّاس، ومن المعروف أن الأرجح هو أن مرتزقة النظام
لن تسمح لهذا الأمر وسوف تقمعه، فترى ذلك الشاب يقول: ما بنوصل للشارع/ بيقمعون...
إلخ.
-
العودة للميدان والدعوات إليه والمسيرات التي تنطلق من أجل ذلك، يقول البعض: إحنا أصلاً
ما بنوصل/ لا اتعبون روحكم ما في فايدة... إلخ.
ويوجد
الكثير من الأمثلة، لكن ما أريدُ إيصالهُ هو الرد السلبي من الشخص على هذه الفعاليات،
وهذا بنظري مشكلة جداً كبيرة، مشكلة للشخص بالدرجة الأولى والثورة بالدرجة الثانية.
كون
الأمر خطيرا يتمحور في النتائج المترتبة على هذه الردود السلبية وهذا الشعور السلبي
والذي يُسمى بـ(الانهزامية)، والتي تجعل نفس هذا الشاب الثائر تبتعد شيئاً فشيئا عن
هذه الفعاليات الثورية، لأنه من الطبيعي ابتعاده لما يصوّره لها ذهنه بالفاشل أو غير
الناجح أو عديم الفائدة، فمن سيقول اليوم أن هذه الفعالية لن تنجح لأننا لن نتمكن من
تحقيق كل أهدافها كالوصول للشارع العام أو "الهايوي" أو الميدان أو السلمانية
سيبدأ في قرارة نفسه بالعزوف عن هذه الفعاليات من المنطلق السابق بقاعدة أنهُ لماذا
يُشارِك في أمر لن ينجح من الأساس، لذلك لن يشارك ولن يذهب نهائياً!!
هنا
تكمن الخطورة، وهنا تنولّد الانهزامية، وهنا تُقتَلُ النفس الثورية.. لذا حذارِ من
هذا التفكير، وحذارِ من صناعة الانهزامية في النفس، لأن الانهزامية تبدأ بطبيعتها كنقطة
صغيرة تنظر لبعض الأشياء، حتى تكبر مع الممارسة وتقضي على ثورية أصحابها، هنالك أعداد
تراجعت بهذا السبب، تراجعت بسبب الانهزامية التي أولدوها في أنفسهم، وأصبحوا من ثوّارٍ
إلى قاعدين لا يشاركون في شيء، لماذا، لأن كل ما يُفعَل ليس له فائدة ولن يُنتِج شيئًا
حسب قولهم !!
كذلك
عليكم أن تعلموا جيداً أن كل قطرة يحتاجها بحر الثورة ليمتلئ ويُغرِق من أمامه من أشجار
فاسدة وطُفيليات، أنت بدورك عليك أن ترمي هذه القطرة دون النظر حتى إلى مكان سقوطها،
لأنه من غير الممكن أن لا تسقط في غير مساحة البحر التي من المستحيل أن تكون ضيقة.
لا
تصنعوا الهزيمة أمامكم، بل على العكس، اجعلوا النصر في أفق عينيكم في كُلِ خطوةٍ تخطونها.
إن
عدم التمكن من الوصول إلى النقطة التي وُضعِت كهدف أو نهاية لا يعني الهزيمة بحدِ ذاتِها
بالنسبة لك طالما سعيت لها وعملت ما بوسعك، بل الهزيمة لمن عدّ العتاد وجهّز الجيوش
وأنزل المرتزقة لمنعك من الوصول إلى نقطتك التي تريدها، هذا الأمر نفسه انتصار لك وهزيمة
لهم، فمُعترِض الطريق على السائِر هو الضعيف المهزوم.
المشوار
طويل والانهزامية سبب في جعله يطول أكثر، اصبروا وصابروا واعملوا دون النظر إلى دقائق
الأمور، لأنكم بذلك لن تواصلوا المسير.
الثورة
مستمرة، والثورة مُنتصرة بحول الله وقوته، المسألة فقط تحتاج إلى الصبر والإرادة والعمل
والجهاد والثقة بالله عز وجل والعمل على نصرته.
نحن
لم نُهزَم قط، في كل تظاهرة، في كل فعالية، في كل زحف في استحقاق، لم نُهزَم أبدًا
ولن نُهزَم، بل نحن مَن كُنا المنتصرون، ولا مهزوم إلّا نظام آل خليفة الساقط الفاجر
المشؤوم.
لـ
هزيم رحمة
@HzeemRahma
بعض الأمور التي تساعدك علي التأثير في الآخرين :
ردحذف1 – الكلمة الطيبة .
2 – الإبتسامة الرقيقة ( دون صوت ) .
3 – الضحك بشكل معتدل ( بصوت ) دون افراط ولا حتي تفريط .
4 – الإنصات ( حسن الإستماع ) بعقلك وقلبك .
5 – ابداء التعاطف مع ما يُقال بشكل معقول .
6 – النظر في وجة محدثك من غير تركيز زائد فذلك يوحي بالإنتباة .
7 – مساعدة الغير ان كان ذلك في استطاعتك .
8 – ابدأ بالسلام .
9 – حفظ اسماء مَن تقابلهم ومناداتهم بها قدر المستطاع .
10 – ابدأ بنقاط الإتفاق مع مَن امامك اثناء الحديث .
http://www.goeng4u.blogspot.com